بتخاف من الموت؟ من المرض؟ من الناس؟ من اتخاذ قرارات مهمة؟ من الوحدة؟ من كبر السن؟ من فقدان شخص عزيز؟ من السواقة؟ من تغيير مجال عملك؟ من خسارة علاقة؟ من النجاح ؟ من الفشل؟
تخاف من البدايات؟ من النهايات؟ من المجتمع و كلام الناس؟ لديك مخاوف احري؟ او بعض هذه المخاوف .. لا يهم !! كل المخاوف يجمعها عامل واحد الا و هو انك خائف! و الخوف لا ينتهي في حياتك او في حياتنا جميعا. انه ذلك الصوت الخافت في داخلك الذي لا يتوقف ليلا و لا نهارا الذي ينغص عليك حياتك الذي يطالبك غالبا بعدم تغيير اي شئ في حياتك و القبول بالامر الواقع لانك لن تقدر علي هذا التغيير..
انه الخوف الذي يحبسك خلف القضبان تشاهد عالما جديدا مختلفا تود اقتحامه و لكنك (خائف) او تود عدم اقتحامه ،عالم غير الذي تعيشه الان ، عالم في المستقبل ، عالم مجهول التفاصيل يحتوي علي الاف التفاصيل التي ليس لديها اجابات مؤكدة عندك بل تكاد كل تفصيلة ان تنقسم الي الاف اخرى من التفاصيل و الاحتمالات .. الشئ المؤكد هو ان الخوف عادة يكون في ما لم تعهده من قبل ، في زمن المستقبل ؛ خايف تغيير العمل احسن تندم و تفشل و تضيع وظيفتك الحالية هباءا، او خايف ان لا تدر عليك وظيفتك الجديدة دخلا كافيا فيصيبك الفقر و الحسرة، خايف ترفد موظف احسن تقطع عيشه ، خايف تتزوج من احببت احسن يكون قرارك المصيري خاطئ ، خايف تتحمل مسؤلية اسرة، خايف تتخلي عن حريتك ، خايفة تطلبي الطلاق عشان مصير الاولاد او عشان الدخل غير كاف او عشان ممكن المستقبل يكون اسوء ، او خايفه من الوحدة في الكبر ، خايف من الكبر و الضعف ، خايف تمرض لانه ممكن يكون مرضك خطير و تموت، خايف من الموت
و بعدين !! هذا الخوف قد يكون بعضه طبيعيا لكن اذا تحول خوفك الي دوامة لا تنتهي من التفكير ، اذا وقف خوفك عقبة امامك ووضعك كالسجين خلف القضبان ، مكبل اليدين و القدمين عاجز عن ان تخطو اي خطوة للامام، عندها يجب ان تفكر في الحل، كيف يمكن ان اطرح الخوف جانبا و اجابه الحياة بجرأة لاحيا الحياة التي اريدها ، دون خوف، كيف يمكن ان اقضي علي الصداع المزمن و الارق و تسارع ضربات قلبي عندما افكر في الامر الذي يخيفني؟
اهدأ و فكر جيدا، وتأمل :
١- تذكر موقف او مواقف دفعك الخوف فيها الي النجاح؟ تذكر اولا و قبل كل شئ ان الخوف ليس عدوا يجب قتله ، لكنه مرض كدور البرد ان لم يتم السيطرة عليه قد يتحول الي نزلة شعبية حادة و يهدد حياتك كلها. فالخوف و النجاح رفيقان دائما اذا تم السيطرة عليه
٢- تخيل نفسك و أنت شخص سيطر عليه الخوف و حبسه خلف القضبان، هل تشعر بالرضا عن نفسك؟ ماهي صورتك الذهنية عن نفسك؟ لابد انها صورة سيئة.. هل عادة ما تؤجل عمل كل ما تخافه الي وقت لاحق عندما تصبح الظروف مواتية و تصبح في وضع افضل ،، صدقني لن تصبح صورتك افضل ابدا و انت جالس علي الاريكة تنتظر،، اخرج و تحدى خوفك، واجه ما تخشاه ، عندها ستتحسن صورتك عن نفسك و ستزيد ثقتك في انك (قادر ) علي فعل ما تريد و سترى نفسك قويا شجاعا منجزا
٣- ماهو شعورك عندما تسمع مشاهير الغناء و الطرب ، افصح المحاضرين و ابلغ الاعلاميين عندما يصرحون انهم يخافون في اغلب الاوقات التي يواجهون فيها الجمهور؟ انهم بشر يا عزيزي يخافون مثلك، لكنهم لم يصلوا لما وصلوا اليه الا لانهم واجهوا خوفهم بسلاح واحد فقط .. قاموا بالشئ الذي يخافون منه و تحدوا خوفهم،،لست وحدك من تخاف في هذا العالم .. الجميع مثلك.
٤- الطريقة الوحيدة للقضاء علي خوفك من شئ ما هو ان تقوم بعمل هذا الشئ ،و الا ستظل سجين هذا الخوف مدى الحياة ؛ كيف ستعرف اذا كنت مخطئا في مخاوفك ام لا؟ هل ستقضي عمرك خائفا؟
٥- اي احساس ارحم عندك ؛ خوفك من مواجهة الشئ الذي تخافه؟ ام احساسك انك انسان لا حول له و لا قوة ، غير قادر علي القيام بأي شئ لانه خائف؟!
قد تكون تلك الاسئلة او الحقائق هي سندك و عكازك للتخلص من مخاوفك التي تؤرقك ليل نهار ، لكنك قد تلوي شفتيك امتعاضا و ترد علي؛ عزيزتي كيف يمكن لي ان اواجه خوفي من الموت او المرض او الفقر مثلا ،كلماتك السابقة لا تفيدني انها هراء و تضييع وقت .. عندها سأقول لك : لكل نوع من انواع الخوف علاج و الانواع التي تتعلق بالمستقبل البعيد و التي لا تستطيع ان تفعل شيئا حيالها علاجها شئ واحد فقط: هو ان تعيش اللحظة و لا تفكر ابدا فيها لانك بتفكيرك فيها ستخسر خسارة مزدوجة ؛ ستخسر اللحظة الراهنة التي تعيشها و انت ( غير مريض، غير فقير، لم تكبر بعد،…) و هي لحظة الاجدر بك ان تستمتع بها
اما الخسارة الثانية؛ فستعرفها عندما تعرف ان فقط ٨٪ مما يؤرقنا نحو المستقبل هو الذي يتحقق اما ال ٩٢٪ الباقية فلا فائدة منها الا اضافة اوقات من القلق و التوتر و العكننة و المرض لحياتنا، و ليثبت لك صحة هذه الدراسة تذكر اي موقف قديم حملت همه و قضيت الليل لا تنام تفكر فيه، و في اثاره وتبعاته علي المستقبل و تذكر كيف جاء الحل و كيف مرت الحياة بعده بأمور لا تمت بصلة اطلاقا لما كنت تفكر فيه!
الخوف يا عزيزي قطة صغيرة اذا استأنستها تمسحت بك و اعطتك دفعة ايجابية للامام و اذا تركتها علي علاتها ، هاجت و ماجت و تحولت لنمر مخيف يهدد حياتك و يهدد قراراتك و يؤثر علي طاقتك و مشاعرك و مستقبلك و لحظتك الراهنة.. فتعلم كيف تستأنسه و لا تنسي ان لكل منا مخاوفه و ان الله قد اودع بداخلنا قوة خفية لا تخرج مننا الا في وقت الازمات لمواجهتها.