دعوني أعود بكم إلى لحظة محورية في حياتي. كنت أعيش في أوج نجاحي في شركة عالمية، موازنة بين مسيرتي المهنية، وكوني أماً، وحياتي العائلية. ولكن مع بدء أطفالي رحلتهم نحو الجامعة، عادت إلي تلك الشرارة التي طالما شعرت بها—شغفي بالكتابة والتدوين.

أدركت حينها أن علي متابعة هذا الشغف، فالتحقت بجامعة القاهرة وحصلت على بكالوريوس في الصحافة. لم أتوقف عند هذا الحد؛ بل تعمقت في مجال الإعلام الجماهيري وأكملت درجة الماجستير من خلال الدراسة الذاتية، موازنة بين دراستي وأدواري كأم ومحترفة. كنت أسافر كل فصل دراسي لتقديم الامتحانات. كان التحدي كبيراً، لكن شغفي هو الذي دفعني للاستمرار.

بالمعرفة التي اكتسبتها، أطلقت منصة “حرّة”، التي تهدف إلى تمكين النساء العربيات. من خلال كتاباتي، أنشأت مساحة تسمح للنساء باستكشاف أفكارهن، تعميق فهمهن، والأهم من ذلك، اتخاذ قرارات تغيّر حياتهن للأفضل. شعارنا كان دائمًا: “اعرفي، فكري، قرري“.

لكن هذا لم يكن كافياً بالنسبة لي. شعرت برغبة داخلية تدفعني نحو المزيد.
حبي لمساعدة الآخرين واهتمامي بفرحههم وشعورهم بالراحة قادني إلى مجال التدريب على الحياة (Life Coaching). كنت أطمح إلى كتابة مقالات تحمل تأثيراً حقيقياً وأردت فهماً أعمق لنفسي وللآخرين.

هذه الرحلة نحو اكتشاف الذات وتعزيز قدرات الآخرين ساعدتني على التطور لأصبح ليس فقط مدربة حياة بل أيضاً كاتبة. نشرت كتابي الأول، “عيون حرة“، حيث جمع بين شغفي بالكتابة ورغبتي الفطرية في مساعدة الآخرين، مما مكنني من تحقيق أفضل نسخة من نفسي.

اليوم، أستخدم المعرفة والتقنيات التي اكتسبتها على مر السنين لتوجيه الآخرين الذين، مثلي ذات يوم، يسعون لإحداث تغيير وسط متطلبات الحياة اليومية.