إمتى لازم تقول لا ؟ فى وسطنا شخصيات دايمًا بيردّدوا (ما بقدرش أقول لا لحد يطلب منّى حاجة) وبيعتبروا دى ميزة فيهم بتدل على تفانيهم وإيثارهم للآخر ولو على حساب نفسهم ..
بس الحقيقة إن الصفة دى صفة مؤذية للشخص نفسه على جميع الجوانب ويمكن هو نفسه بيبقى عارف كدة؛ لأنها أولاً أوقات كتيرة بتعطله عن حاجاته هو الشخصية، بتستهلك وقت راحته وصحته، وللأسف بتخلى الناس فعلاً تحبه، بس بيحبوه عشان بيشيل عنهم.. مش لشخصه!
يعنى لو بَطّل يعمل شغله وشغل زميله، هيفضل فى نفس المكانة عند زميله؟ لو بطّل يقدم غيره على نفسه، غيره ده هيعامله بنفس الأسلوب؟!
إمتى لازم تقول لا
الحقيقة إن الإيثار والتفانى من أجل الآخر لو بقى طبع، هيقلل من قيمتك فى نظر الآخرين وهيظهروا لك العكس عشان بيستفيدوا منك!
مش بس كدة؛ لكن تفضيلاً لآخر على النفس فى علم النفس هو علامة على عدم تقدير الإنسان لنفسه بشكل جيد..
ولو أنت فضّلت غيرك على نفسك فده لازم يكون برضه كامل منك بس لأن ده هيسعدك.
وما ينفعش يكون ده الأصل اللى أنت ماشى عليه فى حياتك؛ إنما هو استثناء.
ليه ده علامة على عدم تقدير النفس؟ لأن الشخص اللى طبعه يفضّل غيره على نفسه.
من جُوّاه بيكون بيمند سعادته ورضاه عن نفسه من رضا غيره عنه، أو تقدير الآخرين له.
لكن هو مش راضى عن نفسه أو مش مقدرها بشكل كافى..
ربنا جعل الأصل أن الواحد يحب نفسه وراحتها ومصلحتها وبعدين يحب الآخر وراحته ومصلحته…
(حب لأخيك ما تحب لنفسك) يعنى نفسك الأوّل.
طيب لو أنت فعلاً بتفضّل غيرك على نفسك طول الوقت..
احسبها كده؛ كل مرّة بتقول حاضر أو بتعمل حاجة للعشم أو الإحراج.. كل مرّة هتقول فيها آه للغير فى نفس اللحظة أنت بتقول لا لنفسك على وقت ممكن تخلص فيه شغل وراك أو تقعد فيه مع عيلتك أو تقعد فيه حتى تشرب كوباية شاى.. لو ده عندك مش مأثر فى حاجة يبقى قول آه..لكن لو ده على حسابك.. فما تفرطش فى وقتك لكسب تقدير زائف، وقتك هو حياتك اللى بتضيّعها عشان الإحراج!
حياتك ربنا منحها لك أمانة عندك عشان تحافظ عليها وتكرمها وتعزّها وتسعدها، ولمّا يتحقق ساعتها هتقدر تساعد غيرك وتسعده وتقف جنبه وتكسب نفس الثواب بالظبط ..
الميزان الحساس فى الحياة هو إزّاى أوزن بين مصالحى ورغباتى ورضاى عن نفسى ورضا ربى عنّى وبين مساعدتى للآخرين وإسعادهم.. وتانى فكّر إنك كل ما هتقول آه لحد يبقى أنت فى نفس الوقت قلت لا لحاجة تانية.. والحياة أولويات.