هل مللت البحث عن السعادة في هذه الدنيا؟ هل سلكت كل الدروب لتحصل علي السعادة و لهثت وراءها لتكتشف فجأة أنها سراب!
هل مشيت كثيرا و كثيرا ، و بحثت وفتشت و في كل مرة تجد طريقك مسدود مسدود يا ولدي !
هل خدعوك عندما قالوا أنك ستجد السعادة في المال ، فأفنيت عمرك في جمعه وكنزه في الخزائن فأصابك الاكتئاب وأعياك المرض!
هل صوروا لك ان السعادة في الجمال و الرشاقة ثم زالت كلها رغم كل البوتوكس و عمليات شفط الدهون التي خضعت لها ، لأن مشرط الزمن أقوى بلا شك من مشرط الجراح!
هل أكدوا لك أن السعادة في الأمن و و الامان و راحة البال ، فأمنت و نمت و خلى بالك و لما تجد السعادة بعد!
هل استعبدوك في شركاتهم و اقنعوك أن السعادة في حب العمل و النجاح والطموح فعملت و عملت و عملت حتي هجرت أهلك و أحبابك فلم تسعد!
ثم أخيرا نفدت حيلهم ؛ فقالوا لك السعادة لحظات في الحياة ، لا تدوم فلا تطمع في الحصول عليها ، ثم قالوا السعادة في الرضا ، ارض بنصيبك و ما يصيبك تشعر بالسعادة!
هل لا يزالوا يفتشون عن السعادة ، فألقوا الكرة في ملعبك و قالوا لك بصوت عميق يملؤه الحكمة و الحنكة كصوت حكيم القرية (ان السعادة بداخل الانسان مهما كانت ظروفه، ان أراد أن يشعر بالسعادة فليشعر بها في ذاته ، في داخله ) و هكذا أعادوا لك الكرة في ملعبك و خلصوا أنفسهم من عناء البحث عن السعادة،…هل قالوا بعد أن أعيتهم الحيل ؛ لا تبحث عن السعادة حتى تأتيك هي لاهثة !
هل خالت عليك أقاويلهم ؟ ، لا يا عزيزي السعادة ليست في أي مما سبق و لا في الزواج و لا في الأبناء ولا في طول العمر و لا في الصحة.
ربما تكون كلها أجزاء قد تحقق السعادة اذا اجتمعت معا مثل لعبة البازل ، و لا أحد يمتلك قطع البازل كلها في هذه الحياة !
لقد بنى الله كل شئ علي هذه الأرض بكمال معجز ، حتي السعادة.
فقد وضع مفتاحها في قلوب الاخرين و لم يحددها في نصيبك من المال أو الرزق أو الطموح أو غيره, مفتاح السعادة ليس في جيبك بل في قلوب الاخرين
ستتحقق لك السعادة فقط عندما تنوي باخلاص و حب في اسعاد أي كائن علي وجه البشرية …جرب ان تربت بيدك علي شخص حزين، بائس ، وحيد …
جرب أن تحنو عليه بلمسة أو همسة أو ابتسامة او كلمة طيبة أو تمد له يد العون
ألا تشعر بتيار السعادة يسري حينها في داخلكما ؟
بالتأكيد عندما تفكر في اسعاد الاخرين ستجد السعادة، و يصيبك دفئها كصيب من اللهب، يضئ قلبك و يوهج حياتك فتشع سعادة
لا تكل يا عزيزي في البحث عن ٣٦٥ لحظة تسعد فيها غيرك و تسانده و تساعده طوال أيام السنة لتحصل علي السعادة .
لا تبخل علي نفسك بلحظة سعادة واحدة كل يوم لك و للكون كله
ضعه هدفا يوميا في حياتك ، قد يحتاج الموضوع لتخطيط و تركيز .
لا بأس ، دع قرون الاستشعار تبحث حولك ( كيف يمكنني أن أساعد أحدا اليوم ؟ من يحتاج كلمة مني؟ ، من يحتاج أن أصحبه لنزهة؟ من يحتاج لنصيحة؟ هل يجب أن أعد بعضا من الحساء لجاري المصاب بنزلة برد؟ هل يمكنني شراء بعض متطلبات المنزل لجارتي الأم حديثة الولادة؟ هل يمكنني أن اصطحب أطفالها إلى المدرسة يوما واحدا في الأسبوع ؟ هل أستطيع أن أرعي أطفال صديقي حتي يصطحب زوجته في نزهة وحدهما ؟ هل يمكن ان أزور ام صديقتي السيدة المسنه التي تعيش وحيدة واقضي معها ساعة كل اسبوع او اصحبها للطبيب او ااخذها في نزهة ؟ او ، أو ، أو ،..
ابحث و لا تقصر في اسعاد الاخرين حتي يصلك تيار السعادة ، فما استحق أن يحيا من عاش لنفسه !