هل تذكر كم مرة في حياتك قبلت الارض التي تمشي عليها لانها تحافظ عليك ثابتا علي سطحها لا تطير؟ هل تذكر متي اخر مرة حمدت الله فيها لانك تتنفس و لان جهازك التنفسي يفلتر الغازات داخل جسمك و يطرد ثاني اكسيد الكربون منها؟ هل شكرت الله يوما ، لانه غطي اطراف اصابعك بأظافر صلبه تحميه من الصدمات ؟
هذه النعم و غيرها ، نعدها ثوابت و لا نعدها نعم . بل و قد ننسي وجودها طالما أنها موجودة وتقوم بدورها علي اكمل شكل، بلا خلل.
هذه النعم ، و غيرها وجودها في حياتنا لا يختلف كثيرا عن نعمة وجود الأم في حياتنا. ، الأم هي الارض التي نقف عليها باتزان و لا نراها ، هي الهواء الذي نتنفسه دون ان نشعر، هي أظافرنا التي تحمي أصابعنا دون ان نعي! الام هي التي قد لا نذكر فضلها و لا نشكرها الا اذا اختل توازننا و مادت بنا الحياة.
الام هي التي ترعانا و ترشدنا للصواب و الخطأ ، فتكون هي اول ضحية لكلمة ( لا ) ، نقذفها بها و كأننا نقوم بتجربة كيميائية في معمل الحياة،. الام هي التي نستكبر دائما الانصات لها و لخلاصة عمرها الذي تقدمه لنا علي طبق من ذهب ، فنركله ونقلبه مدعين اننا أعلم بحالنا و ان جيلنا مختلف بل و قد ندعي اننا سنخترع الذرة اذا ما رفعت عنا يدها.
الام هي التي ينفطر قلبها من الالم، عندما ، فقط ترتاب في ان لون وجهك قد تغير درجة عن الطبيعي، و تسهر الليل تفكر ؛ هل تغير بسبب ألم ام علة ام ضيق ، تسهر تضرب اخماس في اسداس عن سبب هذا التغير الذي لن يلحظه سواها!
الام هي التي نمضي في حياتنا نعاندها و نتحداها و نتأفف في وجهها ، و ينطبق علينا حينئذ المثل ( لا بحبك و لا باقدر علي بعدك) فلا نكتشف فضلها علينا ، الا اذا أصبحنا امهات، او اذا ما زلزلت الارض زلزالها و اخذت ما لها من امانه اودعها الله
و عيد الام، هو مناسبة حقيقية تذكرنا ، و لو ليوم واحد في ال ٣٦٥ يوم، ان هناك ملاك انزله الله علي الارض ليرعاك ، يجب ان تشكره.
و ليس بالضرورة ان يكون هذا الملاك هو امك التي ولدتك فقط، فقد وضع الله في طريقك احيانا ، امهات قد يكن احن عليك من اللائي ولدنك
و أما من ابتلاه الله بفقد نعمة الام ، فعيد الام قد تكون فرصة يسترجع فيها ذكريات طفولته و يتصفح ألبوم صوره مع امه و يدعو لها بالرحمة و يتصدق علي روحها، الا تستحق ان يتألم لفقدها يوم في السنة! ان لم يكن يتألم السنة كلها!
و اخريات حرمن من الانجاب، لكنهن صببن عاطفة الامومة لديهن في اطفال اقاربهن او اصدقائهن ، فليستمتعن يوما بوردة عذبة من طفل احبهن منحهن شعور الامومة و لو للحظات!
عيد الام يوم يجب ان نتعلم فيه ان ننبش عن اسمي مشاعر اودعها ايانا الله بالفطرة ، ووصانا عليها في كتابه الكريم. عيد الام هو فرصة حقيقية لكل ابناء المجتمع ليبر والديه و لو كان جاحدا لمدة ٣٦٤ يوما.
عيد الام هو فرصة ، تجعلك تفكر في امك ، او تبحث حولك عن من تشعر في وجودها بمشاعر الامومة و تخطط من اجل ان تسعدها و لو بوردة و قبلة تطبعها علي جبينها و كلمة حلوة تطفئ بها مشاعر الامومة المتأججة شوقا اليك.
عيد الام هو يوم نتذكر فيه كم ضحت امهاتنا من اجلنا بنفس راضية ووجه مستبشر، مشرق كاشراقة شمس دافئة منيرة احيانا و كسحابة صيف تظلل فوقك لتحميك من حرارة الجو و احيانا و كسماء عالية شاهقة مكتظة بنجوم تنير لك طريقك في الظلام دون ان تطلب او تشعر او تشكر.